ملخص المقال
هل الاحتلام يفسد الصوم؟ أجاب على هذا السؤال فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز
السؤال:
في أحد أيام رمضان، نمت بعد الفجر فاحتلمت وخرج المني . وسؤالي هو: هل يُقبل صوم ذلك اليوم إذا أكملته ، مع أنه لم يكن باستطاعتي أن أتحكم فيما حدث، إن أنا أكملت يومي صائما ؟
السؤال الثاني:
هذه الأنواع من الأحلام هي من إبليس، لكنه يُغل أثناء رمضان، (فكيف احتلمت)؟!.
الجواب:
الاحتلام في نهار رمضان لا يبطل الصوم؛ لأنه أمر خارج عن قدرة الإنسان وطاقته، ولا يستطيع أن يمنعه، والله عز وجل يقول: {لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها}. َ: فلَوْ احْتَلَمَ لَمْ يَفْسُدْ صَوْمُهُ؛ لِأَنَّهُ عَنْ غَيْرِ اخْتِيَارٍ مِنْهُ، فَأَشْبَهَ مَا لَوْ دَخَلَ حَلْقَهُ شَيْءٌ وَهُوَ نَائِمٌ.[1]
سئلت اللجنة الدائمة عن رجل احتلم في نهار رمضان فما هو الحكم ؟ فأجابت :
من احتلم وهو صائم أو محرم بالحج والعمرة فليس عليه إثم ولا كفارة، ولا يؤثر على صيامه، وعليه غسل الجنابة إذا كان قد أنزل منيّاً. [2]
والاحتلام هو: "رُؤْيَا الْمُبَاشَرَةَ فِي الْمَنَامِ"
وهو من الأشياء التي فطر الله الناس عليها من الرجال والنساء ، ولذلك جاء عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ امْرَأَةُ أَبِي طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا هِيَ احْتَلَمَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ إِذَا رَأَتْ الْمَاءَ"[3].
والمراد بالاحتلام هو ما يراه النائم من تصوّر الجماع .
الحديث الذي رواه البخاري عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "الرُّؤْيَا مِنْ اللَّهِ وَالْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ الْحُلُمَ يَكْرَهُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْهُ فَلَنْ يَضُرَّهُ"[4] فليس المقصود أن الشيطان هو الذي دفع أو تسبب في ذلك .
وكون مردة الجن تُغَلَّ في رمضان لا يعني توقف الشياطين عن الوسوسة والأمر بالشر، ولكن ذلك يكون في رمضان أقل منه في بقية الشهور، وآثار هذا محسوسة ومشاهدة .
قال ابن حجر: وَإِضَافَة الْحُلُم إِلَى الشَّيْطَان بِمَعْنَى أَنَّهَا تُنَاسِب صِفَته مِنْ الْكَذِب وَالتَّهْوِيل وَغَيْر ذَلِكَ، بِخِلَافِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَة فَأُضِيفَتْ إِلَى اللَّه إِضَافَة تَشْرِيف وَإِنْ كَانَ الْكُلّ بِخَلْقِ اللَّه وَتَقْدِيره .. أهـ [5]
[1] انظر: "المغني " لابن قدامة ج/3 ص/22 .
[2] فتاوى اللجنة الدائمة ج/10 ص/274
[3] رواه البخاري ( الغسل/373 ) ومسلم ( الحيض / 471 ) .
[4] ( التعبير/6488 ) ومسلم ( الرؤيا / 4196 )
[5] " فتح الباري " ( 12 / 393 ).
التعليقات
إرسال تعليقك